الكيانات الحضارية الإسلامية في آسيا
الدولة السامانية
كانت الدولة السامانية التي حكـمت خراسان. وبلاد ما وراء النهر (نهر جيحون) في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وعاصمتها "بخاري" من أهم المراكز الحضارية في العالم الإسلامي. إضافة إلى سمرقند وبلخ حيث كان الطلبة يفدون إلى تلك الأماكن لدراسة العلوم، ولقد اشتهرت الدولة " السامانية " بجهادها ضد الترك الوثنيين في وسط أسيا، وحملتهم على الانخراط في جيوشها عن طريق نظام تربوي إسلامي عسكري، طبقته عليهم منذ الصغر. وقد أعطانا الوزير السلجوقي " نظام الملك الطوسي (ت 485 م) " في كتابه "سياسة نامه "، وصفاً دقيقاً باللغة الفارسية لهذا النظام التربوي الذي وضعه السامانيون لمماليكهم الأتراك، ومن ذلك قوله: "إن مماليك الـسامانيين يرقون تدريجياً بناء على خدماتهم وشجاعتهم وليس اعتماداً على المحسوبية أو الجاه ".
وتمتد فترة تدريب المملوك إلى سبعة أعوام يستحق في نهايتها لقب عريف الدار حيث يرتدي قباء من الحرير، ويضع على رأسه طاقية من الجوخ الأسود ثم يأخذ المملوك في الترقي عاماً بعد عام.
وتزداد حاشيته تدريجياً إلى أن يصل إلى مرتبة صاحب الخيل ثم حاجب الحجاب. ولا يأخذ المملوك لقب أمير ولا يتولى عملاً كبيراً مثل القيام على ولاية من الولايات أو فرقة من الفرق العسكرية إلا بعد أن ينضج. وسن النضوج في العادة هو سن الخامسة والثلاثين ".