العالم الإسلامي. شهد القرن السابع الميلادي ظهور الإسلام في الجزيرة العربية. وكان النبي محمد ³ قد ولد في عام الفيل نحو عام 570م في مكة. ولما جاءته الرسالة قام يدعو للإسلام في مكة، ولكنه واجه معارضة المشركين، فهاجر بدينه الجديد إلى المدينة المنورة، حيث تمكن من إقامة دولة الإسلام الأولى. ولما توفي ³ نحو عام 11هـ، 632م، خلفه الخلفاء الراشدون الأربعة. ثم جاءت الفتوحات لتنشر الدين الإسلامي خلال فترة الخلافة الراشدة، في بلاد الشام والعراق، وفارس ومصر. ثم تحوّل الحكم عام 41هـ، 661م إلى الأمويين، حيث حكموا العالم الإسلامي الجديد من عاصمتهم دمشق، واستمر الإسلام في تسجيل انتصارات جديدة. وما أن حل القرن الثامن الميلادي حتى كان المسلمون قد بسطوا سيطرتهم على قبرص ورودس وشمالي إفريقيا وأفغانستان، ووصلت الجيوش الإسلامية إلى أسبانيا والهند وحدود الصين.
في عام 134هـ، 751م انتقل الحكم إلى الدولة العباسية التي حكمت من عاصمتها الجديدة بغداد، فوصلت الحضارة الإسلامية على عهدهم أوج عظمتها، فأصبحت بغداد مدينة ضخمة تضارع بل تتفوق على القسطنطينية في شتى مناحي الحياة، وازدهرت الفنون والعمارة والعلوم الإسلامية، وفُتحت المعاهد والجامعات الإسلامية، واختلطت الحضارة الإسلامية وامتزجت بغيرها من الحضارات كالفارسية والهندية والبيزنطية، فتأثرت بها وأثرت فيها. وتم فتح الأندلس وإقامة دولة إسلامية فيها. وقد كان للمسلمين إسهاماتهم الضخمة في مجالات العلوم كالطب والرياضيات والفلك والآداب، كما نشطت حركة الترجمة، حيث ترجم المسلمون التراث الإغريقي إلى العربية، وحفظوه بذلك من الضياع إلى أن ترجم فيما بعد إلى اللغات اللاتينية، حيث أصبح أساسًا لحركة النهضة التي شهدتها أوروبا في القرن الخامس عشر الميلادي.
باضمحلال الدولة العباسية في بغداد في القرن العاشر الميلادي، قامت الدويلات الإسلامية في أطرافها، فأدت دورًا مهمًا في تاريخ الإسلام، وفي استمرار حضارته وازدهارها. ثم جاءت من بعد ذلك الدولة العثمانية التي قامت في الأناضول (تركيا)، وتوسعت فيه وحوله على حساب الإمبراطورية البيزنطية، حتى استطاعت عام 857هـ، 1453م أن تستولي على العاصمة القسطنطينية. حملت الدولة العثمانية الإسلام إلى أصقاع من أوروبا لم يصلها من قبل، فحملته إلى جهات جنوب شرقي أوروبا، وأنحاء من روسيا ـ وهذا هو السبب وراء وجود الجماعات المسلمة في تلك الأصقاع ـ مثل البوسنة والهرسك، وجنوب الاتحاد السوفييتي (سابقًا)، وجهات البلقان عامة ـ ثم امتد النفوذ العثماني إلى منطقة المشرق العربي وشمالي إفريقيا.