فصل ـ دخول عليه الصلاة و السلام المدينة
و قد كان بلغ الأنصار مخرجه من مكة و قصده إياهم ، فكانوا كل يوم يخرجون إلى الحرة ينتظرونه ، فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول على رأس ثلاث عشرة سنة من نبوته صلى الله عليه و سلم وافاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين اشتد الضحى ، و كان قد خرج الأنصار يومئذ ، فلما طال عليهم رجعوا إلى بيوتهم ، و كان أول من بصر به رجل من اليهود ـ و كان على سطح أطمه ـ فنادى بأعلى صوته : يا بني قيلة هذا جدكم الذي تنتظرون ! فخرج الأنصار في سلاحهم و حيوه بتحية النبوة.
و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء على كلثوم بن الهدم ، و قيل : بل على سعد بن خيثمة ، و جاء المسلمون يسلمون على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أكثرهم لم يره بعد ، و كان بعضهم أو أكثرهم يظنه أبا بكر لكثرة شيبه ، فلما اشتد الحر قام أبو بكر بثوب يظلل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فتحقق الناس حينئذ رسول الله عليه الصلاة و السلام .