فصل ـ حديث سويد بن الصامت و إسلام إياس بن معاذ
و كان مما صنع الله لأنصاره من الأوس و الخزرج أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة أن نبياً مبعوث في هذا الزمن ، و يتوعدونهم به إذا حاربوهم ، و يقولون : إنا سنقتلكم معه قتل عاد وإرم ، و كان الأنصار يحجون البيت ، ( كما كانت العرب تحجه ( و أما اليهود فلا . فلما رأى الأنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوالناس إلى الله تعالى ، و رأوا أمارات الصدق عليه قالوا : و الله هذا الذي توعدكم يهود به فلا يسبقنكم إليه .
و كان سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف بن الأوس قد قدم مكة فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يبعد ولم يجب ثم انصرف إلى المدينة ، فقتل في بعض حروبهم ، و كان سويد هذا ابن خالة عبد المطلب . ثم قدم مكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه من بني عبد الأشهل ، يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام ، فقال إياس بن معاذ منهم ـ و كان شاباً حدثاً ـ : يا قوم ، هذا و الله خير مما جئنا له ، فضربه أبو الحيسر و انتهره ، فسكت ، ثم لم يتم لهم الحلف ، فانصرفوا إلى بلادهم إلى المدينة ، فيقال إن إياس بن معاذ مات مسلماً.