الحياة مدرسة
الحياة مدرسة
الحياة مدرسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحياة مدرسة

في المدرسة نتعلم الدروس ثم نواجه الإمتحانات ، أما في الحياة فإننا نواجه الإمتحانات وبعدها نتعلم الدروس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما ذنب الزهور البريئة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو لدن




عدد المساهمات : 28
مستوى التعليم : 7780
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 28/10/2013
العمر : 30

ما ذنب الزهور البريئة؟ Empty
مُساهمةموضوع: ما ذنب الزهور البريئة؟   ما ذنب الزهور البريئة؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 20, 2013 4:49 pm

ما ذنب الزهور البريئة؟

في قصة أخرى ضرب الزوج زوجته ضربًا مبرحًا بلا رحمة ولا شفقة، وتركها تبكي وتتوجع، ولم يرحم دموع أطفاله الصغار، الذين كانوا يبكون وينظرون مرة إلى أمهم، وأخرى إلى أبيهم، ثم خرج هذا الزوج القاسي وترك البيت، بعد أن خلف الحسرة والحزن والأسى في قلوب أولئك الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا خطيئة، فتوجهت تلك الزوجة المسكينة إلى أطفالها الثلاثة، وضمتهم إلى صدرها الحنون، وبيدها الناعمة تمسح دموع أطفالها الضعاف!

غاب الزوج شهوراً دون أن تعلم الزوجة عنه شيئاً، وببراءة الأطفال ونقائهم وفطرتهم كانوا يسألون أمهم: أين أبونا؟ فيضيفون إليها ألماً على ألم، كانوا يستيقظون في منتصف الليل يسألون عنه، وعندما يطرق أحد بابهم كانوا يتسابقون إلى الباب متمنين أن يكون الطارق أباهم، ولكن سرعان ما يخيب أملهم، ويصابون بالحزن، فيسألون أمهم: أين أبونا؟ ومتى سيعود؟ فكانت الأم المسكينة تردّ عليهم قائلة: أبوكم مسافر، وسيعود إن شاء الله ومعه هداياكم.. وكثيرا ما كانوا يسألون عن أبيهم، عندما يستيقظون، وعندما يأوون إلى فراشهم، وعندما يجلسون على مائدة الطعام.. لم ينقطع سؤالهم عن أبيهم.. وكثيرًا ما كانوا يبكون، وتخفي الأم دموعها أمامهم، فإذا ما غابت أعينهم عنها أمسكت بصورة الزوج وهي تبكي، ودموعها تنهمر على خديها، فكانت الآلام تزداد يوماً بعد يوم، وذات ليلة طرق الباب طارق، فهرول الأولاد إلى الباب آملين أن يكون الطارق أباهم، ولحقت بهم أمهم، ولكن كانت المأساة الأكبر! إن الزوج عاد هذه المرة ليس بقسوته فقط، بل عاد وفي جعبته خطة لإذلال زوجته، لقد دخل وزوجته وأولاده في إستقبال حار، وأبدوا أشواقهم، وسلموا عليه، وقابل ذلك كله بفتور، بل بقسوة وصلف، قالت له الزوجة: حمداً لله على سلامتك، نحن جميعاً مشتاقون إليك، فلم يرد عليها تحيتها، وكان يحمل حقيبة في يده، فأعطاها إياها، وقال لها: احملي هذه الحقيبة، وضعيها في الطابق الثاني، فنفذت الزوجة أمره، وعادت فإذا بها تشاهد خلفه امرأة غريبة، وإذا بالزوج يشير إلى زوجته الأولى ويقول لهذه المرأة الغريبة: هذه خادمة البيت، فإذا أردت أي شيء فما عليك إلا أن تصدري لها أوامرك، وعليها التنفيذ، فانهارت الزوجة وسقطت، وبكى عليها أطفالها، ولم يرحم الزوج القاسي زوجته التي شاركته الحياة، وقامت على خدمته، وصبرت على قسوته، وأنجبت له الأولاد، وحتى هؤلاء الأولاد لم يرحم أبوهم بكاءهم وآلامهم!

الرفق بالزوجة دعوة ربانية، يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]. ومعنى ذلك: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}، أي خلق لكم من جنسكم إناثاً يكنّ لكم أزواجاً، لتسكنوا إليها، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[الأعراف:189]، يعني بذلك حواء، خلقها الله من آدم من ضلعه الأيسر، ومن هنا جاء هذا الائتلاف والإنسجام بين الرجال والنساء، ثم من تمام رحمته سبحانه وتعالى ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، فأصحاب الفكر والتفكر هم الذين يدركون نعمة الله تلك.

وهذه الآيات القرآنية -وغيرها كثير في القرآن الكريم- تؤكد أن الزواج روح، وتفاهم، وإنسجام وتناغم، ومشاعر دافئة متبادلة، وسكن، وألفة بين الزوج وزوجته، وهذه النعم كلها تستحق منا أن نشكر المنعم، على أن حقق لنا العفاف بالزواج، وهي دعوة للأزواج والزوجات جميعا إلى التراحم والحب وتجنب القسوة، وليعلم الرجال أن المرأة أحوج منهم إلى العطف والحنان والإحساس بالأمان، ومن ثم لا يصح أن يطرد الزوج زوجته من بيته، ولا أن يقسو عليها فيضربها أو يشتمها، أو يبخل بعواطفه عليها، ولا يكون جاف المشاعر، حادًّا في طباعه، انفعاليًّا في أقواله وتصرفاته، وكذلك الزوجة ينبغي أن تبادله ذلك، وأن تحرص على طاعته وإرضائه، فيما لا يغضب ربها، ولا يهين كرامتها.

ما أحوج الزوجة إلى أن تسمع منك أيها الزوج كلمة أحبك.. ما أحوجها إلى تشجيعها، فتمتدح إهتمامها بك في زيها ومظهرها، ما أحوجها إلى أن تقدر صنيعها، فتثني على طهيها طعامك.. ما أحوج زوجتك إلى أن تفاجئها بنزهة أو هدية أو كلمة طيبة تمسح بها آلامها ودموعها! وما أحوجك أنت أيها الزوج القاسي إلى أن تخرج من ظلمك، فالظلم ظلمات يوم القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما ذنب الزهور البريئة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحياة مدرسة :: الحياة العامة :: المواضيع العامة-
انتقل الى: