الاستعمار. ساهمت الثورة الصناعية إلى حد كبير في قيام حركة التوسُّع الاستعماري في القرن التاسع عشر، وقد أدت الحاجة إلى مزيد من المواد الخام للمصانع، ومزيد من الأسواق لمنتجات تلك المصانع إلى ذلك التوسع الاستعماري، فاقتسمت أوروبا دول إفريقيا وآسيا، وأنشأت مستعمرات فيهما، ولم تبق إلا الصين واليابان وسيام (تايلاند) دولاً مستقلة، ولكن سرعان ما بدأت الصين تقع تحت النفوذ البريطاني بعد هزيمتها في حرب الأفيون عام 1842م، كما أن اليابان بدأت تتطور صناعيًا وحربيًا بعد عام 1860م، واستطاعت الصمود أمام الدول المستعمرة، وظهرت قوتها عام 1905م عندما هزمت روسيا في الحرب الروسيه اليابانية الشهيرة.
قامت في أمريكا الجنوبية حركة واسعة تطالب بالاستقلال، وقد حاز عدد من دولها الاستقلال. كما بدأت الولايات المتحدة تتوسع في المكسيك، وتكسب أراضي جديدة أحيانًا عن طريق الشراء، مثل ألاسكا التي اشترتها من روسيا، وعن طريق الحرب أحيانًا أخرى مثل الفلبين وغوام وبورتوريكو التي كسبتها من أسبانيا بعد حرب عام 1898م.