التطورات في الصين واليابان. تدهورت أسرة مينج في الصين، وبدأ النفوذ الأوروبي، وكذلك بدأ حكم المانشو القادمين من منشوريا، وكان حكام المينج قد أتوا بهم لمساعدتهم في إخماد الثورات ولكنهم سرعان ما أقاموا حكم أسرتهم أسرة الكينج التي حكمت الصين حتى عام 1912م. وقد وسعوا حدودهم حتى منطقة كوريا واحترموا الحضارة الصينية. ولم يغيروا من أنظمة الحكم الصينية، وشهدت فترتهم ازدهارًا ورخاءً، وازدادت الصلة بأوروبا، لكن الصين ظلت تعيش منعزلة.
كانت اليابان أشد عزلة من الصين، وقد وفد إليها التجار الأوروبيون والمنصِّرون في القرن السادس عشر الميلادي، وكان الحكم آنذاك لعائلة توكوجاوا، التي خشيت المنصرين ونشاطهم، فطردتهم من اليابان، وعمدت إلى اقتلاع النصرانية من البلاد، ثم انقطعت صلاتها بالعالم الخارجي إلى الحد الذي توقفت عنده التجارة الخارجية، ما عدا النَّزْر اليسير مع هولندا.