الانتفاضة الفلسطينية 1987
بعد سلسلة من الانتكاسات والهزائم واجهتها منظمة التحرير الفلسطينية ، بدأت بانسحابها من بيروت عام 1982 بعد حصار إسرائيلي لبيروت الغربية وقتال شديد ، تلا ذلك مذبحة صبرا وشاتيلا ،?ثم حرب المخيمات في غربي بيروت ؛ بعد كل ذلك عادت المنظمة إلي الساحة السياسية بقوة تقود « ثورة الحجارة » في داخل فلسطين . عرفت هذه الثورة بمصطلح « الانتفاضة » . بدأت في 9/12/1987 بجنازة أربعة من الفلسطينيين هرستهم سيارة شحن إسرائيلية ، تحولت الجنازة إلي اشتباك بين الجنود الإسرائيليين والمشتركين بالجنازة وعددهم يقارب الخمسة آلاف ، وتوالت حوادثها بشكل شبه يومي ،? وقفت إسرائيل ومتخبطة في كيفية معها . عمت أخبار الانتفاضة كل العالم ،?وبدأ وزراء خارجية أوربيون يدينون إسرائيل لوحشيتها في قمع شعب يرفض الخضوع لحكمها ،? وبدأت ضغطا متصلا على إسرائيل في اتجاه تسوية مقبولة من الفلسطينيين . وفي عام 1988 فلك الملك حسين ارتباطه بالضفة الغربية ، مفسحا المجال لتسوية قادمة لا يرتبط فيها الكيان الفلسطيني بالأردن . وفي تشرين الثاني من عام 1988 أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الاستثنائية في الجزائر قيام دولة فلسطين . كان ذلك من أهم نتائج الانتفاضة إلي جانب إجبارها القوى الكبرى على حل القضية ، فكأن من أول دوافع إسرائيل للتوقيع على اتفاق أوسلو 1993 هو وقف الانتفاضة ، وقد أصدر ياسر عرفات دعوة لوقفها بعد الاتفاق . من أهم نتائج الانتفاضة الأخرى ، ولادة حركة حماس الإسلامية المتطرفة في ظرفها ، وتشكيلها الجناح الرافض للتسوية السلمية ، بعد ذلك . بلغ عدد القتلى بحدود الثلاثة آلاف ، والجرحي مائة وعشرة آلاف حسب المصادر الفلسطينية ،?و619 قتيلا و 2450 جريحا حسب المصادر الإسرائيلية.
ـــــــــــــ
عبد العزيز المهنا ، فلسطين وإسرائيل ، ( ط 1 ؛ - مكتبة الملك فهد بن عبد العزيز ، 1994 ) 191 .
أحمد صدقي الدجاني ،?الانتفاضة الفلسطينية ، ( القاهرة : دار المستقبل العربي ، 1990 )
عمر حلمي الغول ،?الانتفاضة ، ( نيقوسيا : مؤسسة عيبال للدراسات والنشر ،?1990 )