الأقصى مسجد
مسجد في القدس . بناه الخليفة الأموي الوليد بين عبد الملك ( 705 – 715 ) . يقع إلي شماله مسجد قبة الصخرة . ينطوي على أهمية دينية استثنائية عند اليهود والمسلمين ، وعلى أهمية تاريخية وسياحية ، فهو عند اليهود يضم حائط المبكي في جداره الغربي ، كما يعتبرونه مبنيا فوق أنقاض هيكل سليمان الذي جدد هيرودس الكبير بناءه ،?وهدمه تيطس عام 70 م ، اليهود يعتبرون هذا الهيكل مركزا لحياتهم الدينية ، وإعادة بنائه عنوانا لوجودهم كأمة ولرضا الله عنهم .أما بالنسبة للمسلمين فهو يأتي في المرتبة الثانية بعد الكعبة في الأهمية ، يقدسونه بوصفه هيكل النبي سليمان قبل أن يبني المسجد الأقصى على أنقاضه في القرن الثامن ، إن هيكل سليمان يوصف في القرآن الكريم بـ « المسجد الأقصى » ، إليه أسري النبي ليلا . وهو عندهم أولي القبلتين ، أي أول قبلة توجه إليها نبي المسلمين بالصلاة وأمر أتباعه أن يقتدوا به ،?وذلك قبل أن يأمرهم باتخاذ الكعبة قبلة للصلاة . والمسجد « ثالث الحرمين » أي بلي الكعبة في مكة، ومسجد الرسول في المدينة المنورة ، في القدسية . وهو مركز حج إسلامي ،?ففي الحديث النبوي الشريف روى الشيخان ( البخاري ومسلم ) عن أبي هريرة أن النبي قال ?: « لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد ،? مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى » .
أهم مراحل النزاع بين المسلمين واليهود حول المسجد كان عام 1929 فيما يعرف بثورة البراق ، وهي أول معركة كبيرة بين الطرفين بسبب الخلاف حول ملكية الحائط الغربي من المسجد الذي يدعوه اليهود « حائط المبكي » ويدعوه المسلمون « حائط البراق » ( البراق اسم الحيوان الذي ركبه نبي المسلمين في قصة الإسراء والمعراج ) [105] . في 1938 طالب اليهود مفتي فلسطين وحكومة الانتداب البريطانية بتسليمهم المسجد الأقصى ليبنوا هيكل سليمان على أنقاضه [106] . في 30 أيام ( مايو ) 1968 وجه الماسونيان حرايدي تيري وزميله أودي مورفي العضوان في محفل « قدماء الماسونية الأحرار المقبولين » رسالة إلي السيد روحي الخطيب أمين القدس ،?تتضمن عرضا لشراء المسجد الأقصى بمائة مليون دولار ،?وتدميره «« لبناء المحفل الماسوني الأول لهيكل في مكانه » [107] . في 31/8/1969 نشب الحريق الشهير في المسجد ، وأتت النار على « منبر صلاح الدين » ذي القيمة التاريخية ، واتهمت إسرائيل اليهودي الاسترالي الجاني العقلي . بعد شهر من الحريق ، أي في أيلول نشرت صحيفة شيكاغو تربيون نبأ? إبحار سفينة شارتر إلي إسرائيل محملة بالأحجار اللازمة لبناء هيكل سليمان في القدس … لأنه ثبت للسلطات الإسرائيلية نتيجة الحفريات الأثرية تحت المسجد الأقصى أنه بني فعلا على أنقاض هيكل سليمان .
ما بين 1980 و 1984 تعرض المسجد إلي أكثر من عشرة اقتحامات وتحرشات ومحاولات للصلاة فيه من قبل جماعات يهودية متطرفة أهمها جماعة مائير كاهانات و في 21/10/1989 نشرت صحيفة الشرق الأوسط خبرا عن مؤتمر عقدته جماعة جرشون سلمون دعت فيه بصراحة إلي هدم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة لبناء هيكل سليكان على أنقاضه ، وإثر ذلك دعا ياسر عرفات في 25/11/1989 إلي مؤتمر إسلامي عال لبحث تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى