لأفغاني ، جمال الدين ( 1839-1897 )
من أكبر الشخصيات الفكرية الإسلامية التي لعبت دورا فكريا وسياسيا في الوطن العربي والإسلامي . ولد في سعي أباد من أعمال كابول عاصمة أفغانستان . «وصف نفسه بأنه من أحفاد النبي وينتمي إلي الحسن بن الإمام علي » [102] . درس التاريخ والطبيعة والشريعة والرياضيات وأتقن مبادئ اللغة العربية . عمل مع الأمير محمد الأعظم خان ، وبعد انهزام هذا الأمير أمام الإنكليز ، هاجر إلي الهند ثم استقر في مصر عام 1871 حيث بث دعوته السياسية لمقاومة الإنكليز ، وأسس « الحزب الوطني الحر» . في 1884 هاجر إلي باريس حيث أصدر صحيفة العروة الوثقى الناطقة باسم جمعية بهذا الاسم ينتشر أفرادها في العالم الإسلامي ، وخاصة الهند ومصر . دعا إلي جمع الدول الإسلامية في وحدة يحكمها دستور . يتجلى اتجاهه العقلاني في تفسير الإسلام في رده على المفكر الفرنسي أرنست رينان الذي قال في محاضرة له : « … كل من له بعض الاطلاع على شؤون زماننا يشاهد بوضوح انحطاط البلدان الإسلامية وانعدام معالم الفكر لدى الشعوب التي اقتبست عن هذا الدين وحدة ثقافتها وتربيتها ، فجميع من يؤمون الشرق أو افريقيا يدهشهم ضيق التفكير المحدود بصورة حتمية لدى المؤمن الحقيقي ، وذلك الطوق الحديدي الذي يطوق رأسه فيجعله مغلقا في وجه العالم عاجزا عن تلقي أي شيء ، أو الانفتاح على أي فكرة جديدة?» [103] . لقد ذكر الأفغاني رينان بأن أوروبا تعلمت فكر أرسطو من العرب لا من اليونان مباشرة ، وأن المسلمين قادرون مرة أخرى أن يأخذوا بالعلة والمنطق ، وأن مبدأ الاجتهاد في تفسير القرآن يسمح بالانطلاق للعقل . من أشهر من تعلم عن الأفغاني ، محمد عبده ، وسعد زغلول [104] .