الإخوان المسلون في فلسطين
أوفد مؤسس حركة الإخوان المسلمين إلي فلسطين شقيقه عبد الرحمن الساعاتي ومحمد أسعد الحكيم عام 1935 ضمن جولة دعاوية في بلاد الشام . وتعرف الطلبة الفلسطينيون في مصر على الحركة فانضم بعضهم إليها ، وتأسس أول فرع للحركة في غزة عام 1943 . في حرب 1948 شاركت وحدات متطوعة إخوانية من مصر وسوريا في الحرب ، وقد قامت بأعمال موجعة لليهود كتفجير كنيس يهودي في القدس [67] حملت بنغوريون على القول : « لا سبيل لاستقرار إسرائيل إلا بالقضاء على الرجعيين في العالم العربي والمتعصبين من رجال الدين والإخوان المسلمين » [68] . ويبدو أن معظم قادة فتح انتموا في فترة الخمسينات إلي الحركة ثم تركوها لا حقا عندما تخلت عن العمل المسلح ضد إسرائيل ، ومن أهم القادة مؤسسي فتح الذين انتموا إليها ، ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم [69]. في عام 1955 قاموا بالتحالف مع الشيوعيين بانتفاضة غزة إثر عدوان إسرائيلي على حامية القطاع ، وكان لها أثر حاسم في اتجاه عبد الناصر إلي عقد صفقة الأسلحة التشيكية . بعد احتلال إسرائيل لضفة الغربية والقطاع نتيجة حرب 1967 ، انضوى الإخوان في كلا المنطقتين في تنظيم موحد [70] . اتخذت سياسة موافقة لإسرائيل بمبدأ يقول بشرط قيام دولة إسلامية قبل الشروع بتحرير فلسطين ، واستمر العمل بهذا المبدأ حتى قيام الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 فغيرت سياستها وأعلنت الجهاد بتشكيل حركة حماس . من العوامل المساعدة على التوجه الأصولي في فلسطين قضية النزاع على المسجد الأقصى الذي يعتبره اليهود مبنيا على أنقاض هيكل سليمان ، وكذلك قيام الثورة الإيرانية الإسلامية وتشجيعها للأصولية ، والمساعدات المادية من السعودية والأردن للمؤسسات الإسلامية في فلسطين ، وإنشاء جامعتين إسلاميتين في الخليل وغزة [71] .
الإخوان المسلمون في سوريا
« الحركة الإسلامية انتشرت في سوريا في الثلاثينات ، واتسعت في أوائل الأربعينات ، وتوحدت في أواسط الأربعينات » [72] . اتخذت في البداية شكل جمعيات حملت أسماء مختلفة في بعض المحافظات السورية ، حماه ، حلب ،?ودير الزور ،?أما جمعية? حماه فقد حملت اسم الإخوان المسلمين ، وبعد مؤتمر عام سنة 1944 لهذه الجمعيات عمم هذا الاسم . في 1945 انتخب لحركة الإخوان المسلمين في سوريا رئيس عام أطلقوا عليه « الهيئة التأسيسية » . أول مراقب عام للحركة في سوريا مصطفى السباعي ، انتخب عام 1944 . انتخب السباعي نائبا في مطلع الخمسينات . في 1947 ارتفع نواب الإخوان إلي ثلاثة . في 1948 شاركوا في حرب فلسطين ضمن مجموعات صغيرة تدربت في معسكرات قطنا قرب دمشق أسوة بمشاركة مجموعات من الإخوان المسلمين في مصر ( مصطفى السباعي ، الإخوان المسلمون في فلسطين ) . في 1960 عين عصام العطار مراقبا عاما خلفا للسباعي ، ودخل البرلمان مع عشرة من الإخوان . في 1964 هاجر العطار إلي ألمانيا إثر قمع الحكومة لتمرد واعتصام الإخوان في مسجد السلطان بحماه والمسجد الأموي بدمشق . مذاك تولى أمين يكن قيادة الإخوان بالوكالة . في أواخر السبعينات بدأ الإخوان سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في سوريا بدعم من العراق وتركيا ، راح ضحيتها مدنيون في الباصات والقطارات والشوارع . وقامت بعملية قتل 270 طالب ضابط في مدرسة المدفعية بحلب عام 1979 . في 1982 قمعتهم الحكومة بعملية عسكرية كبيرة في حماه وحلب .