اتفاقية القاهرة بين لبنان والفلسطينيين
اتفاقية وقعت في القاهرة بتاريخ 3/11/1969 بين الحكومة اللبنانية و م . ت . ف . بإشراف ووساطة جمال عبد الناصر ، وذلك إثر اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت قد « تحولت إلي فريق في الحياة السياسية اللبنانية نتيجة علاقات مميزة مع عدد من الأحزاب القومية اللبنانية » خلال عامي 1968 و 1969 . كان السبب المباشر لهذه الاشتباكات قيام إسرائيل بعملية إحراق 12 طائرة مدنية في مطار بيروت الدولي عام 1968 ردا على قيام فدائيين فلسطينيين ، منطلقين من لبنان باختطاف طائرة إسرائيلية إلي الجزائر . تلا اشتباكات 1969 أزمة وزارية خطيرة ، وأقدمت سوريا على إغلاق حدودها مع لبنان احتجاجا على قيام الجيش اللبناني بضرب المقاومة الفلسطينية ، ثم فتحتها بعد هذه الاتفاقية التي « حمل بها لبنان على الاعتراف بالوجود الفلسطيني المسلح في البلاد كأمر واقع » [58] .
قضت الاتفاقية بوجوب خضوع الفلسطينيين للقوانين اللبنانية [59] من ناحية ، ومن ناحية أخرى « أصبح بموجبها الفلسطيني يخضع فقط إلي قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني . وأصبح للفلسطينيين منطقة تسمى ( أرض فتح ) لا سيطرة لأحد عليها غير المنظمة » [60] .
«شكل اتفاق القاهرة نقطة التحول في السياسة الداخلية اللبنانية وأحد محاور الصراع ،?وبسببه انفرط عقد الاتفاق الثلاثي ، إذ عارض ريمون إده الاتفاق وأيده كل من كميل شمعون وبيار الجميل » [61] . وقد وصف ريمون إده هذا الاتفاق بأنه « فضيحة لا مثيل لها في التاريخ » [62] . استهدف الاتفاق التوفيق بين الوجود الفلسطيني المسلح على أرض لبنان والسيادة اللبنانية ، ولكن الفلسطينيين لم يلتزموا دائما ببنود الاتفاق مدعومين من حلفاء من الأحزاب اللبنانية اليسارية استهدفت إسقاط النظام اللبناني . وقابل النظام ذلك بالعزم على كسر شوكة المقاومة الفلسطينية لحرمان اليسار اللبناني من استخدمها ضده ، وهكذا شحن الجو بالتوتر والضغط وأدى إلي انفجار الحرب الأهلية صيف 1975 . إن اتفاقية القاهرة بتشريعها الوجود الفلسطيني المسلح لبنان ضمن سياق التوازنات السياسية الطائفية فيه « شكل مرتكز الرافعة التي أطاحت بالدولة اللبنانية?» [63] .
اتفاق القاهرة بين الأردن والفلسطينيين 1970
عقدت في 27 أيلول ( سبتمبر ) 1970 بين الأردن وم . ت . ف . أنهت معارك « أيلول الأسود » بين الطرفين ، فنصت على انسحاب القوات الأردنية من مدينة عمان وغيرها إلي ثكناتها وانسحاب الفدائيين إلي أماكن تلائم العمل الفدائي